الأب ......................................................
وانت صغير تلبس حذائه فتتعثر من كبر حذائه لصغر قدمك
تلبس نظارته تشعر بالعظمة
تلبس بدلته فتشعر بالوقار
تطلبه مفتاح سيارته وتحلم أنك هو وأنك تقودها
يخطر في بالك شيء تافه فتتصل عليه وقت عمله ويرد ويتقبلك بكل صدر رحب ولاتعلم ربما مديره وبخه أو زميله ضايقه أو مصاريفكم أثقلته
وتطلبه بكل هدوء :
"بابا جيب معاك عصير فراولة"
ويرد :
من عيوني بس متعذبش والدتك
يأتي البيت وقد أُرهق من العمل والحر والزحمة ونسي طلبك
فتقول بابا فين العصير؟
فيتعنى ويخرج ليحضر لك طلبك التافه بكل سعادة متناسيًا إرهاقه
*اليوم بعد ما كبرت !!!!!!!
لاتلبس حذائه بسبب ذوقه القديم
تحتقر ملابسه واغراضه وسيارته التي كنت تباهي بها أصحابك
وكلامه لايلائمك
وحركاته تشعرك بالاشمئزاز ويصيبك الإحراج منه لو قابل اصحابك !
تتأخر فيقلق عليك ويتصل بك فتشعر بأنه يضايقك وقد لا ترد عليه إذا تكرر الإتصال والقلق
تعود للبيت متاخراً فيوبخك ليشعرك بالمسؤولية ويستمر في مشوار تربيتك لأنه راع
وكل راع مسؤول عن رعيته فترفع صوتك عليه وتضايقه بكلامك وردودك فيسكت
ليس خوفاً منك بل صدمةً منك!
بالأمس في شبابه يرفعك على كتفه واليوم أنت أطول منه بكثير
بالأمس تتأتي في الكلام وتخطيء في الأحرف واليوم لايسكتك أحد
تناسيت..
مهما ضايقك فهو وااااالدك..
كما تحملك في طفولتك وسفهك وجهلك
فتحمّله في مرضه و شيخوخته
أحسن إليه ..
فغيرك يتمنى رؤيته من جديد
سألوني أي رجل تحب؟
فـقلت :
من انتظرني تسعه أشهر
واستقبلني بفرحته
ورباني على حساب صحته
هو الذي سيبقى أعظم حـب بقلبي للأبد
عذراً لـجميع الرجال فـلا أحد يشبه الأب
إلهي
من مات والده
فاغفر له
وارحمه
ومن كان والده حياً
فأطل عمره على طاعتك
وفرج همه
وارزقه
" />